قصيدة قناص العيون
للشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
يا فتـّىَ الأمـنِ مــوتا شــــــارفا***قد أصبتَ العينَ ظُلــــما جـارفا
والدّمــــا حَمـــْرُ القِــنائى ذارفا***بالجـفونِ السـّمْر حُســْنا واطـفا
باصراتُ النورِ صـارتْ طارفا***والدموع الشْـــأن ســـيْلا راعفا
ما صرفتَ الجـنْدَ غــيْظأ عائِفا***صِرْتَ شِــــرْكا باصْطيادٍ قارفا
واعْتليْتَ المجــدَ يوما واقـــــفا***صائبا للشـَّـــــأنِ دمْـــــعا قــائفا
ما أصاب العينَ إلا خـــــــائفا***بلْ جــــبانٌ حــادَ قـــوما زالـــفا
خانَ شـــعْبا هام شـــوْقا راجفا***صــاح شـــدْوا واعْـــتدالا رادفا
ســــالِمٌ يحْيى الأمـــانى كــالِفا***باشْــــتياقٍ صــاح سِــــلْما هاتفا
لا نعـــادى القـــــومَ غِلا جانفا***بل خُضــعْنا العـــيشَ ذلا عاجفا
حين كان المكــــرُحكما ســادِفا***لا نرى غير الجـهامِى حاصفا
والخيامُ البيضِ مأوىً ســــاجفا***واقتناصُ الفهــــدَ فصْدا قاصفا
بالفناء الحــرِّ صــحْوا واجــــفا***والقناةُ الحـــرْبِ رمْــــــيا قاذفا
والصلاةُ الجـــمْعِ فـــــــِرْقا آنِفا***نافـــــراتُ الحرْقِ دفــعا عاقفا
بالمياهِ السّـــيْلِ صــبّا صـــارفا***واكْتنافُ الحشـــْدِ رحْلا صادفا
والرياحُ الرّنـْد مِسْــــكا زاحــفا***والقلوبُ الرّعْـفِ حزْنا عاصِفا
والجريحُ السّفـْكِ دَمّا ســـــاعِفا***والمشــافى العوْنِ هَزْلا شاسِفا
دمّروها الجُنـْدُ قـَصْدا شــــارفا***أضْرموا النيرانَ حـرْقا حــاتِفا
والسّجونُ الحبْسِ فتـْحا عاســفا***والسّـجينُ الحُرِّ قيْدا راسِـــــفا
غُلّتُ الأعْناقِ كيْدا واجـــــــــفا***واسْـــتهانَ الضّعْفَ هوْنا دانفا
ســدّدَ الميْدانُ شــــدْوا قــــــاذفا***مادَتُ الأعْلامِ طــــــوْفا لاهفا
رحْــــلُكَ الأيّامِ ماضٍ ســــــالفا***وانـْتهى حـــكْمُ الدّياجى سادفا
والشـــبابُ الخـلــْدِ مـــوْتا كالفا***للجـِنانِ الرّوْضِ وعْدا شــاغفا
كاشــفاتُ الجـِلْـدِ ســـوْطا عانفا***بافـْتضاح الأمْنِ صـــيْدا غادفا
شــــاحناتُ الجُنـْدِ فتـْكا هــارِفا***بالحُشود الجمعِ هرْســـا جاحفا
كاســحاتُ الرّيحِ ضخـّا خاطِفا***جُثـّةُ الإنســـانِ قـــــــذفا جارفا
والقـُمامُ الكنـْسِ ســـقـْطا عائـفا*** بالرّصيف السّحْمِ مأوىً حـاتفا
والحســــابُ العــدْلِ ثأرا حانِفا***مطْلبٌ طـــلـْقُ القذيفى حاصـفا
نادمٌ قَنـْص الحــــــــوارى تالفا***والبصيرُ العينِ خســــْفا طارفا
ياشــــقىٌّ هامَ قصـْفا عـــــــانفا***أيْن سِــلْمى حين شــدْوى هاتفا
قــاتلٌ أنت المُــــباغى قــــارِفا***قد سَـــــبَاك اللهُ نارا شــــــاعفا
واكْتسبْتَ النارَ حــــتفا عــاكفا***والقـــيودُ الغـــــُلِّ قــدّا راســفا
الشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
المحلة الكبرى ـــ مصر العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق