السبت، 19 مارس 2011

قصيدة الرهــو الصــامـت

                             قصيدة الرهــو الصــامـت
                     للشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
يافـؤادى لاتقـــــــل كيف النجى***من ضـــباب خيمته نفســـــــــــنا

حين أمسى والهوى ســــــمارنا***بين ماض كان يهوى حلمـــــــنا

منذ أن عانت ليالى بالشـــــــجا***فى ربوع الحب ترنو بالمـــــــنى

عندما كان الغرام روضــــــــنا***والنسيم صافيا من حـــــــــــــولنا

كان قلبى خافــــــــــقا فى ليلة ***ليس فيها غير نجوى عـشــــــقنا

ماعذابى فى التنائى ويلـــــــتى***بل عذاب السابقين قــــــــــــــبلنا

آه من قيد أزل هــــــــــــــامتى***من وعود لوعتنى شـــــــــــــائنا

ياحبيبى لاتكن لى محــــــــنتى***وارحم القلب الذى قد فاضــــــــنا

حبه عشــــقا يحــاكى مـــنيتى***جاعلا حب الملاك حــــــــــــــــبنا

ليت حبى نبع وجدى حاضرى***عل ماضى ذكرياتى شـــــــــــدونا

صرخة الآلام ناجــت رحــــمة***من رجــــــــاء طال يبكــــى بـيننا

صرختى نجوى حياء الخاجـل***صحوتى رهو الجــــلال شـــــوقنا

يا فؤدى قد ظمئنا للهــــــــوى***ما كرعنا غير داء كأســـــــــــــنا

كم غبقنا الكأس يوما علـــــقما***حينما كان المذاق نخـــــــــــــبنا

ماترانى غير أنى حــــــــــائر***فى لــــــــيالى من دياجى دربــــنا

هل ترانى فى طريقى صــامتا***حين نمشى دون همس وحـــــدنا

أم سماة من صفاتى بســــمتى***كى تناجى فى هنائى غــــــــزفنا

ما غدونا سيرنا خلف الخـــطا***بل رقصنا وانتشــــــــينا للمـــنى

ما ســـقانا نبعنا يوم اللـــــــــقا***بل روينا دمـــــــــــعنا فى ليــلنا

ياحبيبى كل شــــــئ قد مضى***فى طريق الوجم رهـــوا ســــاكنا

بعدما كنا خليلين مـــــــــــــعا***بل ربيعين فذعنا طــــــــــــــــيفنا

حاكيا للشوق هفوا مرهـــــــفا***حين كان العشق حصن صـرحنا

ناشدت ريح الصبا أطـــــيافها***خادعات هاودت أحـــــــــــــلامنا

ما بقى إلا مناجات الهــــــوى***باكيات راودت أطــــــــــــــــلالنا

لا تقل لى ذاك شـــدوى للمنى***لا تعد لى راجيا أشـــــــــــــواقنا

ما رجوت العشــق يوما كادرا***فى ثنايا الحب يروى دمـــــــعنا

ما هويت الحـــــــب زيفا للحيا***بل عشـــــقت الذات وحيا للسنا

أيها الشاعر هل فاض الهـــوى***والقوافى ناشـــــــــدات عشقنا

لاتكن قـــــاس على روْح الربا***لا تدعنى فى شــــــــقائى شائنا

رغم شــدوى صادق كل المنى***يعزف الإيقاع رقصــــــــا لحننا

رغم أحـــــــــزانى وآلامى دما***نكهة الأشـــــــجان فـى أفواهنا

عد إلى مثواك نوءا راحـــــــلا***ذاكــــــرا أنى قــــــــريب للفـنا

يا فــؤادى لاتســـل أين اللقـــــا***ما لقــــائى شــــــاديا أحـلامنا

يا شــــــجيٌ بين دمــعى باكــــيا***كل شئ قد هوى من صـرحنا

كل حـــلم صــار طــــيفا للصبا***كان مـــوجا هـــائجا فى بحرنا

كل بحـــــــر للهـــــوى أمواجه***قـيدت أحـــــــلامها أشــــــــطاننا

يا نديم قم أفق من حـــــــــــلمنا***ذاك وعــد مـا تراه وعـــــــــــدنا

كان صـــدقا قد خــــلا من زيفه***كان روحــــــا لم يـروْه غـــــيرنا

هل رأيت القلـــب يوما جاحـــدا***أغـلــــف فـــظ يوارى عشـــــقنا

ما رأيت الحـــب إلا روضــــــة***ينعــــم العشــــاق فــيها مـثـــــلنا

حان لى وقـــت الوداع آجـــــــلا***بعدما صار الهوى لم يشــــــجنا

لم تـر الأشـــواق يومــا مـثـــــلنا***ما تفــــانا عاشـــــقينٍ بعـــــدنا

ما وداعى للهــــوى أحــــــــزاننا*** بل وداعى راحــــتى من حـبنا
                                   
                                      شــــعر/عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
                                         مصر العربية – المحلة الكبرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق